
كتب هشام يحيى في صحيفة “الديار”: بعد أن وصلت العلاقات اللبنانية – السعودية إلى درك خطر يتهدد مصالح الدولتين والشعبين بسبب الاستقالة التي أعلنها الرئيس سعد الحريري من الرياض والتي أقل ما يقال عنها انها ملتبسة ويشوبها الكثير من الغموض، وبحسب المتابعين فإن تدهور العلاقات بين البلدين جعلت المجتمع الدولي يتحرك بسرعة في كل الاتجاهات لتطويق ولجم التوتر ما بين بيروت والرياض وهذا الأمر نجح بفعل التحرك الفرنسي الذي أوصل الأمور بعد أزمة استقالة الرئيس الحريري إلى انجاز تسوية “النأي بالنفس” التي حظيت بقبول ودعم المملكة العربية السعودية.
وفي هذا الإطار، تؤكد مصادر ديبلوماسية مطلعة في بيروت أن الحراك الفرنسي المستمر على خط تحسين العلاقات ما بين لبنان الرسمي والمملكة العربية السعودية نجح في تحقيق خطوات متقدمة يمكن الاستناد إليها للقول ان العلاقات اللبنانية – السعودية تتجه نحو عودة مسار العلاقات اللبنانية – السعودية إلى مرحلة النتائج الإيجابية السياسية والاقتصادية والعسكرية والسياحية التي حققتها زيارة فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون الأولى إلى المملكة العربية السعودية، وهذا الأمر من شأنه أن يؤدي إلى عودة مسار العلاقات اللبنانية – السعودية إلى وضعها التاريخي الطبيعي وتطويرها على نحو إيجابي، خصوصا بعد أن بات مؤكدا أن القيادة السعودية أصبحت على قناعة راسخة بأن التعاطي مع لبنان الرسمي بقيادة الرئيس ميشال عون بلغة الفرض والتهويل هو تعاط لا يوصل إلى سوى توتر وتدهور العلاقات مع لبنان وهذا الأمر يتعارض ويتناقض مع المصالح العليا السعودية – اللبنانية التي يجب وضعها فوق كل الاعتبارات وهذا ما يتطلب تدارك أخطاء مرحلة استقالة الرئيس سعد الحريري وما سبقها من خلال فتح صفحة جديدة من العلاقات الصحيحة والحكيمة والعقلانية بين البلدين.
وتؤكد المصادر أن تحسين العلاقات ما بين القيادة السعودية والدولة اللبنانية ممثلة برئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس سعد حريري يقف وراءها الفرنسيين وتحديدا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، مضيفة بأن العلاقة الوطيدة التي نشأت ما بين الوزير جبران باسيل والإدارة الفرنسية حلال أزمة استقالة الرئيس سعد الحريري لا سيما على مستوى العلاقة مع الرئيس الفرنسي قد أدت وتؤدي دوراً أساسياً في نجاح الخطوات الفرنسية على صعيد ترتيب وتحسين العلاقة ما بين القيادة السعودية وبين الرئيس ميشال عون، وبالتالي تتوقع المصادر عينها بأنه وبناء على دور الوزير جبران باسيل على هذا الصعيد ان يحقق الفرنسيون في المرحلة المزيد من الخطوات على صعيد ترتيب العلاقة ما بين القيادة السعودية والرئيس ميشال عون وبطبيعة الحال ما بين القيادة السعودية والرئيس سعد الحريري.
وتتابع المصادر بأن العمل على إعادة ترتيب العلاقة مع لبنان الرسمي بدأت بوادره بحل أزمة السفراء ما بين السعودية ولبنان والصورة الساطعة على ذلك هو مشهد قبول فخامة الرئيس ميشال عون أوراق اعتماد السفير السعودي الجديد في لبنان وليد اليعقوب وذلك بعد ان وافقت السعودية على قبول اعتماد سفير لبنان المُعيّن لديها فوزي كبارة.
المصادر أكدت أن ما يدور في الكواليس الديبلوماسية يشير الى أن خطوة قبول السفراء ما بين لبنان والسعودية تشكل خطوة أساسية على طريق طيّ صفحة الأزمة التي نشبت بين البلدين بعد استقالة الرئيس سعد الحريري من الرياض في 4 تشرين الثاني 2017، وبالتالي إن خطوة تبادل السفراء بين الدولة اللبنانية والمملكة العربية السعودية سوف تليها خطوات أخرى بمواكبة ورعاية فرنسية حثيثة وفاعلة تصب في خانة تحسين العلاقات اللبنانية – السعودية، والمقصود هنا تحسين العلاقات تحسين وتوطيد العلاقة ما بين القيادة السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز ونجله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وبين رئيس جمهورية لبنان الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة اللبنانية الرئيس سعد الحريري.