عنصرية في إستضافة “لهون وبس”: “حرام يا هشام”!

أربع دقائق من سهرة رأس السنة على شاشة lbci كانت كفيلة بهزّ عرش برنامج “لهون وبس” الذي استطاع، في الفترة الماضية، أن يحتلّ الصدارة، متفوقاً على كلّ ما يُعرض على الشاشات المحليّة من برامج اجتماعية كوميدية ساخرة. أربع دقائق أوقعت مقدّم البرنامج هشام حداد في هفوة، ما عاد مقبولاً مرورها مرور الكرام، وبخاصة عبر منبر وسيلة إعلامية تدافع عن الحقوق الإنسانية والحريات والكرامات. أربع دقائق هي مدّة الفقرة التي استضاف فيها حداد الممثلة أنطوانيت عقيقي (من برنامج “كثير سلبي “) في سهرة رأس السنة (بعنوان New Year وبس)، والتي تحدثت في خلالها عن تجاربها مع “الخادمات” بأسلوب ساخر و”كوميديّ” على ما يُفترض.

عقيقي التي اشتُهرت بعفويتها و”مهارتها” في إطلاق النكات، كما بحسن تأديتها لأدوار كوميدية، اتُهممها البعض بـ”العنصرية” و”التمييز الطبقي” و”تحقير المرأة” بسبب ما تفوّهت به في مداخلاتها مع حداد.

في الواقع، لم يكن الأمر عفوياً. فيسأل حداد: “ابنك بصدّق انو في بابا نويل؟”، فتجيب عقيقي ساردة تفاصيل “الطريقة البشعة” التي من خلالها عرف ابنها أن “بير نويل” غير موجود، فتقول بداية:” كان عندي بنت كثير…فلتة عصرا، ذكية…يعني بدك تقول قرابتو اللزم لأينشتاين….”. تكمل الممثلة سرد روايتها (أو نكتتها المفترضة)، وفيها أنها طلبت أخيراً من العاملة المنزلية ارتداء ملابس “سانتا” كي يصدق ابنها أنه موجود، لكنّ الأخيرة نزعت المفاجأة إذ وعقب الانتهاء من توزيع الهدايا سألت مخدومتها (بلكنتها الخاصة) “خلص مدام، ميمي فلّي؟!”. تعقب عقيقي: “هلكتنا هلكتنا. كانت قتلتنا. يتدخل حداد سائلاً: “طيب هي ما بيّنت انو سودا، Sorry يعني؟!”.

تتواصل هذه اللحظة التلفزيونية إذ يبادر حداد فوراً إلى سؤال ضيفته:”شو عندك كمان تخبرينا عن هيدا الموضوع؟”. تستجيب عقيقي “برواية” ثانية وفيها أنها فضلّت شراء سيارة جديدة على استقدام “خادمة” “لأنو فينا كلنا نركبها”.

أربع دقائق تنتهي بقهقهات وتصفيق حارّ من قبل الجميع.

لم يكن الأمر عفوياً، أو غير مدروس ومتفق عليه. الجميع قرر أن تمرّ هذه اللحظة غير اللأئقة على الشاشة في ليلة رأس السنة الاحتفاليّة. مقدّم البرنامج، القائمون عليه، اصحاب القرار في المحطة التلفزيونية. جميعهم، ما أدركوا بعد أنّ هذا النوع من “النكات” لم يعد مقبولاً، بل إنه انتهاك صارخ للحقوق والقانون.

وإذا كانت هذه الفقرة قد مرّت على وسيلة إعلاميّة كأن شيئاً لم يكن أو يقال، فإنها لم ولن “تقطع” على وسائل التواصل الاجتماعي. الإعلامية ديما صادق، “من أهل البيت”، علقّت قائلة:” ‏نكتة أنطوانيت عقيقي عن العاملات المنزليات مخجلة و مقززة وغاية في العنصرية . غثيان”. أما الصحافية الناشطة في مجال حقوق الإنسان سعدى علوه فقد كتبت:” ببلد بيحترم حقوق الإنسان بتتحاكم أنطوانيت عقيقي ومقدم البرامج هيدا يلي بصراحة نسيانة اسمه، وحتى التلفزيون كمان”.

تعليقات كثيرة منددة ورافضة عجّت بها وسائل التواصل، قابلتها ردود أخرى مدافعة تعتبر أنّ كلام عقيقي ليس إلا “نكتة”، بل إنه لا ينطوي على أي تحقير أو عنصرية. لكنّ الأخطر من كلّ هذا، كان ردّ زوج عقيقي، الممثل طوني عاد، الذي كتب: “الى كل الاحبّة والاصدقاء كل عام وانتم بالف خير، اما الى السحالي والعظايا والمتزحفطين والزاحفين ومتسوّلي الشهرة على حساب العصاميين والادميين، والى مدّعي الثقافة والمعرفة ، اصحاب العقول الجوفاء ان وجدت ، الى صيصان الاعلام وجرائه، الى المسؤولين عن النفايات المنتشرة على صفحات التواصل الاجتماعي، الى الطفيليين، الجرابيع.

تحذير وتمنّ: تحذير من التعرّض لكرامات الفنانين المحترمين وخصوصا الى ايقونة التلفزيون والمسرح والسينما انطوانيت عقيقي، تحت طائلة الملاحقة القانونية، وتمنٍّ بمناسبة حلول العام الجديد : كل عام وانتم بالف…”.

هكذا ودّع اللبنانيون عاماً كان مُثقلاً بالانتهاكات والتجاوزات بحق الكرامة الإنسانية والمرأة على حدّ سواء، بهفوة يتحمّل مسؤوليتها كثيرون.

مؤلم ومحزن أن يرتضي هشام حداد الذي حصد لقب “أفضل مذيع أو مقدّم برامج لعام 2017” (استفتاء زهرة الخليج) مرور هذه الهفوات المؤلمة، سيّما وأنه جهد مؤخراً في أن يكون الصوت المدافع عن الحقوق والحريات والإنسان وحتى الحيوان، من دون أن يتأثر أسلوبه الكوميدي وطبيعة برنامجه، بل مع نجاح باهر في وضع ابتسامات غير مؤذيةعلى الوجوه!

المصدر: لبنان 24

وسوم :
مواضيع متعلقة
Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com